هل الإنسان فى احتياج لتغير مستمر ؟
إن الطابع الملازم لحياة الإنسان هو التغير و إن كنا نركز على تحديث و
تطوير الأجهزة الالكترونية التى نستخدمها فا بالأولى تحديث و تطوير شخصياتنا و حياتنا سواء كان هذا التطوير على المستوى النفسي أو
الجسدي أو المادي .. الخ لكن بالطبع يظل سؤال هو هل التغير فى حياتي للأفضل أم
للأسوء ؟
هل التغير يكون نابع من الإنسان أم البيئة و المجتمع الذي
يعيش فيه ؟
كما يُحدث تغير اللغوريتمات و
مفردات لغة البرمجة تحديث و تطوير لبرامج الأجهزة الإلكترونية هكذا تتضافر التغيرات
الجسدية و العقلية و الشعورية و النفسية للإنسان مع التغيرات الفكرية و الثقافية و البيئية التى
تحيط بالإنسان لإحداث تغير إنساني مستمر .
ما هى أهم الجوانب التي يمكن تحديثها و تطويرها داخل الإنسان
؟
النواحي المهنية – النواحي المادية و المالية – النواحي الاجتماعية –
النواحي الفكرية و العقلية – النواحي الروحية .
النواحي المهنية : إن الإنسان يتعلم باستمرار من خلال ملاحظته و تطبيقه لخبرات الآخرين و يتطور بتراكم هذه الخبرات و استحداثه لخبرات جديدة تخصه تميزه و فى مجال عمله .
النواحي المادية و المالية : إن طبيعة الحياة تتطور و تنفتح أعين الإنسان
كل يوم على احتياجات جديدة لم يكن يعطيها بال و كذلك مصادر لتوفير هذه الاحتياجات
مما يلزم توفير موارد مادية و مالية جديدة لذلك يجد الإنسان نفسه أمام تغير جبري
فى كثير من الأحيان .
النواحي الاجتماعية : كل مرحلة من مراحل الحياة تفتح أمامه أفقاً اجتماعياً جديداً
حيث يبدأ كطفل نطاقه الاجتماعي لا يتعدي الأب و الأم و الأخوة لينفتح شيئاً فشيئاً
عاماً بعد عام على ما هو أرحب و أوسع من هذا العالم الاجتماعي الضيق و يتغير فى
وظائفه الاجتماعية بين ابن ثم زوج ثم أب و عم و خال ثم جد بالإضافة لمكانته كزميل
و صديق و مشارك بينه و بين الآخرين ممن حوله و كل هذه التطورات و التغيرات فى حياته
الاجتماعية تغير من حياته .
النواحي الفكرية و العقلية : يبدأ الإنسان فى التعليم الإلزامي ثم ينتقل
إلى مرحلة التعليم الانتقائي و التعلم الذي
يتلاءم مع ميوله و التعلم الذي يطوره مهنياً و قراءاته المحببة و تعرضه للمواد
الثقافية و الفكرية بشكل مقصود أو غير مقصود و كلها بالطبع تؤثر بتغيرات رهيبة فى
جوانب الإنسان المختلفة و أحد هذه التغيرات هو مواكبة روح العصر و التطورات
العالمية فى جميع المجالات سواء كان هذا الإنسان مستقبل للتطور أو صانعه .
النواحي النفسية : الإنسان يكون كقطعة الإسفنج يتشرب بسهولة من كافة المشاعر
التى تحيط به.. أفراح , أحزان , خوف , غضب , .. و عن تعامل الإنسان مع هذه
المشاعر يحتاج دائماً لنضج و تكيف و تقييم و ضبط لهذه المشاعر البعض ينجح فى هذا و
البعض يخفق .
النواحي الروحية : إن حياة الإنسان فى تعامله مع الله علاقة خاصة و مميزه
تؤثر فيها كافة النواحي و خاصة المعرفة و التعامل و الفهم لحقائق الأمور .. الخ لكن
تطور الحياة الروحية يعتمد على حقيقة أساسية و هي علاقة الشهيق و الزفير فالإيمان يدخل بصور
مختلف إلي الإنسان كالشهيق و يخرج فى تعامله مع الإنسان الآخر كالزفير من
ثم فالتطوير و التغير في حياة الإنسان يعتمد على الممارسة و الحياة بما نؤمن .
إذا التغير فى حياة الإنسان هو أمر حتمي و طبيعي لكن كيف يكون أحدث إصدار لحياة
الإنسان هذا يتوقف على تعامل الإنسان مع هذا التغير الذي بداخلة و حوله و حتى أحدث
الإصدارات قد تكون أفضل من السابق أو تحوي العديد من عيوب .
أيمن كرم باسيلي
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدنى أن تكتب تعليقك