بعضنا أو معظمنا قرأ كتاب " فن اللامبالاة " لمارك مانسون و الذى يشير فيه الكاتب إلى ضرورة مقاومة الأفكار السلبية من حولنا و رأى الناس و الانتقادات التى توجه لنا و لحظات الفشل و لحظات الضعف و رفض الآخرين و غيرها من الأشياء التى تولد فينا الأحباط بل و تأثر فى مسيرة حياتنا و تحقيقنا للتطور و السعادة و هو كتاب مهم لكن نظل هنا امام ضرورة الحذر من فخ التجمد و التبلد تجاه كل ما يحيط بنا من مواقف وأحداث و مناقشات و خبرات قد نهرب منها بدافع اللامبالاة . بحر اللامبالاة يمكنه أن يبعدنا عن التعلم و أخذ الخبرات و التقييم الموضوعى لآراء الآخرين رغم وجاهتها و أهميتها فى تطوير حياتنا , وتجاهلنا للتفكير المتزن و الواقعى فى إخفاقاتنا و مشكلاتنا يجمد تعلمنا و إكتسابنا للخبرات الحياتية من الماضى , عندما نغرق فى اللامبالاة نموت فى بحر الابتعاد حتى من اهم أشخاص فى حياتنا و اهم احداث قد تكون صاحبة التأثير الأكبر فى تطورنا و تقدمنا فى الحياة وكما يؤكد الأطباء بأن اللامبالاة هو أحد أهم علامات الزهايمر الذى يصيب كبار السن فإن إعتماد اللامبالاة فى حياتنا يصيبنا بمرض زهايمر الايجابية . إن التعامل المتزن و الرصين تجاه الآراء و المواقف و الأشخاص و الأحداث و الذى يرتكز على التقييم الحيادى الدافع للإيجابية و المعتمد على استراتيجية المواجهة لا الهروب و التفكير المتحرك لا التفكير المتجمد هو وسيلتنا لتغير الحياة و تطويرها لتصبح حياة جديدة فتعالوا نغير أشكالنا بتجديد أذهاننا و قبل ذلك دربوا نفسكم على التعامل لا الغرق فى بحر اللامبالاة .
أيمن كرم باسيلى
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدنى أن تكتب تعليقك